الاثنين، 17 أكتوبر 2011

نسيت أن أنساك

              من أنا ؟؟
            لم أعدْ أعرفُن                     
غارتِ العينانِ في كهوفِ عُزلتِها
استوطنَ الحزنُ في الأحداقْ
و بَنَتْ طيورُ البعدِ أعشاشَها فوقَ أهدابي
و أصبحتْ حكايتُنا هالةً سوداءَ تستبيحُ حنايا وجهٍ كانَ بالأمسِ مبتسماً،
و عبثَتْ برونقِهِ جحافلُ الآهاتْ
و اعتقلتْ سرِيةُ الأشواقِ دمعتَهُ لتسجنَها داخلَ الأجفان
ليجتاحَها الشحوبِ ... و يغتالَ نورَها طغيانُ السواد
smallimg
حزمتُ حقائبَ النسيان
و مضيتُ في مسيرةِ التيهِ السرابية

و خلعتُ آخرَ ثوبٍ من كساءِ الذكريات

لتنكرَني الشوارعُ كالغريب

و تمطرَني سماءُ الحبِ في مدينتِنا ... بوابلٍ من علاماتِ الاستفهام

تتجاهلَ الريحُ أوراقَ عمريَ المتساقطة

لتستقرَ على أرصفةِ الحنينِ متوحدةً مع حكاياتِ المكان

حتى زهورُ حديقةِ العشاقِ لم تكتشفْني

و عطورُها لم تجدْ أنفاسي

لأتقاسمَ رغيفَ الوحدةِ مع القمر
لم يعدْ شيءٌ في الوجودِ يذكرُني
حتى الشجر... و حتى قطراتُ المطر

و نسيتُ كلَ أحزاني و آلامي

نسيتُ أوجاعَ الغيابِ و أناتِ العذاب

و حتى الهالةَ السوداء

حتى ظلي تاهتْ خطواتُهُ و لم يعدْ قادراً على مطاردَتي

smallimg

لكنْ مهلاً !!!!
ما هذا الظلُ الذي يلازمُني إذاَ !؟؟؟

و ما ذلكَ العطرُ الذي يبسطُ نفوذَهُ في أعماقي و يفرضُ سطوتَهُ على أجوائي

و ما ذاكَ الصوتُ الذي يستبدُ بروحي و يعصفُ بوجداني

و لماذا يستعمرُ وجهكِ مخيلَتي ؟؟

كيفَ ما زلتُ أذكركِ ؟؟!!

كيفَ و قدْ نسيتُ حتى نفسي

و أحرقتُ دفاترَ ذكرياتي و دفنتُ صورتَكِ و مشاعري في تربةِ النسيان ؟؟

كيف ؟؟؟
و أعود و قد نكست رايات  الهروب        
و يستسلم النسيان للنسيان
          
لأغرق في دوامة الذكرى         

و يلفحني الحنين             

و يزداد في قلبي اليقين
        
                بأنني في غمرة النسيان          نسيت أنك في دمي           
و نسيت أن أنساك
            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق